عام 2020 الأكثر تقلباً في أسواق المال ولكن ماذا عن 2021

 
الأسهم الأمريكية تحقق أسرع إنتعاش في التاريخ:
أنهت وول ستريت عاماً صاخباً للاسهم وتقلبات تاريخية أنتهت بتسجيل مستويات قياسية غير مسبوقة، وأنهى مؤشرS&P500 القياسي العام بمكاسب بلغت 16.3٪ للسنة ، أو إجمالي عائد بنحو 18٪ بما في ذلك توزيعات الأرباح، وارتفع مؤشر ناسداك المدعوم من أسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 43.6٪، وأخيراً فقد ارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 7.2٪، التفاؤل بأن الإقتصاد الأمريكي وأرباح الشركات سترتد مرة آخرى في عام 2021 بعد توزيع اللقاحات شكل دعم مهم للأسعار بتعاملات الشهر الأخير من 2020 وأغلقت جميع المؤشرات الرئيسية عند مستويات قياسية.
وكان مؤشرS&P500 قد انخفض بنسبة 8.4% في فبراير ثم انخفض 12.5% في مارس نتيجة صدمة وباء كورونا واغلقت الشركات أبوابها في مواجهة تهديد إنتشار الفيروس وتشديد القيود الحكومية حيث تحول الناس إلى العمل والتسوق والقيام بكل شيء من المنزل، بعدها أصبح التداول متقلباً وكان لمؤشر داوجونز تقلبات يومية بحدود 2000 نقطة كما تحرك مؤشرS&P500 صعوداً أو هبوطاً بنسبة 1% بأكبر من متوسط الأيام منذ عام 1950 ارتفع مؤشر VIX ، الذي يقيس مقدار التقلبات التي يتوقعها المستثمرون من S&P 500 ، إلى مستوى قياسي مرتفع 82.69 في مارس وظل أعلى من متوسطه التاريخي لجزء كبير من العام، ولكن بعد خمسة أشهر فقط استعاد السوق كل خسائره.
لم تبقى وول ستريت منخفضة لفترة طويلة، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى الإجراءات غير المسبوقة من جانب الاحتياطي الفيدرالي والكونجرس لدعم الاقتصاد، وزاد إقبال المستثمرون على شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Apple و Amazon وقفز مؤشر S&P500 بنسبة 12.7٪ في أبريل، من هناك، انفصلت الأسواق عن بقية الاقتصاد الذي لا يزال مترنحاً مع تقدم تطوير اللقاح وتطلع المحللون والاقتصاديون إلى نهاية للوباء.
هل يتعافي الإقتصاد الأمريكي في 2021؟
تسببت أزمة كورونا في وضع الإقتصاد الأمريكي في أسوأ حالة منذ الكساد الكبير حيث انخفض الناتج المحلي بنسبة 32.9% في الربع الثاني وهو يعتبر أكبر إنكماش على الإطلاق، كما وجد حوالي 22 مليون أمريكي أنفسهم عاطلين عن العمل وارتفعت البطالة إلى مستوى قياسي عند 14.7% بحسب بيانات وزارة العمل، وهنا جاءت ردود الفعل سريعة من قبل كل من الفدرالي الأمريكي ووزارة الخزانة من خلال حزم التحفيز سواء في الجولة الأولى التي شملت شيكات بقيمة 1200 دولار للأفراد وتلتها جولة ثانية من الشيكات بمقدار 600 دولار تمت تسويتها الشهر الماضي، بدأت بعد ذلك المؤشرات بالتحسن وبشكل واضح ولذلك فإن الاقتصاد مرشح لمزيد من التعافي هذا العام ولكن طبعاً في حال السيطرة والحد من إنتشار الفيروس.
وبشكل عام فإن الإقتصاديون يتوقعون أن يكون عام 2021 عاماً أقوى و أقل تقلباً بالنسبة للإقتصاد الأمريكي وخاصة مع البدء بتوزيع اللقاحات لمواجهة فيروس كورونا، وعززGoldman Sachs توقعاته للناتج المحلي الإجمالي إلى 5% للربع الأول و5.8% للعام بأكمله وهذا يعتبر أكثر تفاؤلاً من توقعات الفدرالي البالغة 4.2%، كما يتوقع أن يتحسن سوق العمل مع إنخفاض معدل البطالة إلى 5% مقارنة مع القراءة الأخيرة في نوفمبر عند 6.7%، تحقيق هذه التوقعات سيعتمد بالدرجة الأولى على مسار الفيورس.
وأخيراً ستشهد إنتخابات ولاية جورجيا المرتقبة يوم الثلاثاء 5 يناير 2021 سباق حاسم لمن ستكون السيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث ستحسم نتيجتها إلى أي مدى سيتمكن الرئيس المنتخب جو بايدن من تمرير أجندته الإقتصادية والسياسية، وستؤثر النتيجة كذلك على مستقبل الضرائب للأمريكيين الأفراد والشركات، حيث يعني فوز الديمقراطيين إلغاء تخفيضات ترامب الضريبية والذي خفضه ترامب إلى 21% من 35% فهو مرشح أن يعود إلى 28% إذا فاز الديمقواطيون.
التحديات والتطورات التي تنتظر الرئيس المنتخب جو بايدن:
1-التعافي من أزمة كورونا:
‘رب ضارة نافعة’، كان تعامل الرئيس الأمريكي ترامب مع جائحة كورونا من وجهة نظر الكثير من الشعب الأمريكي غير جدية مما تسبب في ارتفاع كبير في أعداد الوفيات والإصابات وإن وتصدر الولايات المتحدة لهذه الأعداد ربما يكون سبب رئيسي في خسارة ترامب للإنتخابات الرئاسية، ولذلك سيكون ملف كورونا من أهم أولويات بايدن ومحاولة اتخاذ منحنى نزولي في سجلات المصابين وخاصة مع البدء بمرحلة توزيع اللقاحات والذي يفترض أن يمهد الطريق لتعافي اقتصادي وخاصة بعد الكشف عن العديد من نقاط الضعف الاقتصادية السابقة والتي أمام الإدارة الجديدة الوقت الكافي لمعالجتها وهو ما سيجعل من بايدن بطل خارق في حال نجح فعلا في التعامل مع هذه الملف.
2-إدارة الملف الصيني:
من المتوقع أن ينتهج جو بايدن سياسة مسك العصا من المنتصف في تعامله مع الصين والتي تعتبر المنافس الإستراتيجي للولايات المتحدة والتي من المرشح ان يتفوق اقتصادها ويصبح أولاً في عام 2028 بحسب دراسات استراتيجية، ولربما يحافظ بايدن على التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس ترامب وعلى المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري، ولكن بالمقابل سيحرص على إعادة البناء في الداخل وسيعمل مع الحلفاء و الشركاء لمواجهة وبالتأكيد سيتخذ موقف حازم لحماية قطاع التكنولوجيا و القطاع المالي.
3-تغير المناخ أولوية قصوى:
ربما يساهم هذا الملف في ضمان فوز بايدن برئاسة ثانية في الإنتخابات التالية ولسبب بسيط وهو أن هذا الملف ورغم أهميته الكبيرة في تحقيق إستقرار إقتصادي ومالي ولكنه لم يكن يحظى بإهتمام من قبل بين صانعي السياسة الأمريكية، وأكبر دليل على ذلك هو حرص بايدن على إعادة الإنضمام إلى اتفاقية باريس في اليوم الأول لرئاسته وإعلان فريقه الانتقالي التزامه بقيادة الجهود لجعل كل دولة كبرى تعطي أولوية بالتعامل مع تغير المناخ وإعتبارها قضية اقتصادية ومالية.
4-خيارات بايدن للمناصب الرئيسية:
لا شك أن فريق الإدارة والأشخاص الذي تم وسيتم إختيارهم تشكل تحدي من نوع خاص لادارة السياسات المحلية والخارجية ولتفادي أي صراعات او تضارب ما بين تحقيق الأمن القومي وما بين تعزيز الإقتصاد الذي إعادة البناء والتعافي الاقتصادي
حالة عدم يقين في أسواق النفط
تضررت أسعار النفط في عام 2020 كثيراً وبطريقة لم نشهدها من قبل، وبالتزامن مع أزمة كورونا وتراجع غير مسبوق للاقتصاد العالمي، وتراجعت أسعار النفط لفترة وجيزة للنطاق السالب قبل أن تبدأ بالتعافي بعد ذلك وبزخم متسارع ولكنها مازالت أقل كثيراً عما كانت عليه في أوائل عام 2020، وسجل خام برنت في عام 2020 تراجعاً بنسبة 16% في حين سجل خام نايمكس تراجعاً بحوالي 20%، ومع إستمرار حالة عدم اليقين بسبب ارتفاع معدل الإصابات بفيروس كورونا مع ظهور سلالة جديدة من الفيروس ورغم البدء بتوزيع اللقاحات فإن مجموعة من العوامل قد تحدد مستقبل الأسعار:
تحسن الطلب على الطاقة:
تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يرتفع متوسط الطلب على النفط بوتيرة أكبر بكثير من العام الماضي وإن كان سيبقى أقل من المستويات القياسية التي سجلها قبل الوباء والبالغة 100 مليون برميل يومياً.
اتفاق أوبك وحلفاؤها:
شهدت اجتماعات أوبك في عام 2020 العديد من الإضطرابات حول حصص الخفض التي يجب أن يلتزم بها الأعضاء وخاصة مع رفض الولايات المتحدة الإلتزام بأي خفض، وشكل هذا الإرباك سبب رئيسي في تراجع تاريخي للأسعار، وعلى العموم ستجتمع أوبك وحلفاؤها مجدداً الأثنين في الرابع من يناير لمناقشة زيادة الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يومياً.
التوترات السياسية و الإقتصادية:
شهدت العديد من الدول المنتجة للنفط العديد من التوترات في عام 2020 وخاصة بعد الهجوم على واحدة من أهم شركات النفط في العالم بعدما نفذ ارهابيون هجوم على مواقع لشركة آرامكو السعودية وطبعاً عدا عن التوترات في ليبيا وفي عدة مناطق آخرى.
قضية ووجهة نظر:
لا شك أن النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين من جهة وخروج بريطانياً رسمياً من التكتل الأوروبي من جهة آخرى سيجعلنا نشهد تحالفات تجارية جديدة، الفريق الأول وتقوده الولايات المتحدة مع بريطانيا وربما تركيا بينما الفريق الآخر تقوده الصين ومعها السوق الأوروبية ودول آخرى، وهذا ما تأكده التصريحات الرسيمة التي سارعت وكالات الأنباء العالمية بالإعلان عنها عبر مسؤولين حكومين كبار ونستعرض تالياً أهمها:
قالت مسؤولة حكومية صينية إن الشركات الصينية ستتلقى تعهدات ملزمة بالوصول إلى سوق الاتحاد الأوروبي بموجب اتفاق استثماري جديد، في حين ستفتح الصين قطاعها المالي وقطاعي الصناعات التحويلية والخدمات للتكتل الذي يضم 27 دولة.
ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية (شينخوا) أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قال الأربعاء إن اتفاقية الاستثمار المرتقبة مع الاتحاد الأوروبي ستوفر أسواقا أكبر وبيئة عمل أفضل للاستثمارات الصينية والأوروبية
وقعت بريطانيا والولايات المتحدة الأربعاء اتفاقا بشأن العمليات الجمركية يضمن استمرار تدفق التجارة بسلاسة بين البلدين عندما تخرج بريطانيا بالكامل من الاتحاد الأووربي في نهاية السنة، وقال وزير الخزانة البريطاني جيسي نورمان في بيان ‘هذا اتفاق مهم يضمن الاستمرارية بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، ويُظهر مدى قوة العلاقات الجمركية بين الولايات المتحدة وبريطانيا.
صحيفة فاينانشال تايمز الأحد 27 ديسمبر: بريطانيا وتركيا ستوقعان اتفاق تجارة حرة يوم الثلاثاء القادم هو الأول من نوعه منذ توصل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى اتفاق تجاري جديد مع الاتحاد الأوروبي
ولذلك يضاف هذا الملف لأهم الأحداث المتوقعة لهذا العام وسنراقب طريقة وآلية تنفيذ هذه الاتفاقيات وفيما لو كانت ستفرز توترات وإنقسامات وتكتلات جديدة ربما تزيد حالة عدم اليقين.
نقاط الإرتكاز ومستويات المقاومة والدعوم المتوقعة لأهم المؤشرات العالميةهذا الشارت يفيد المستثمر للمراكز طويلة المدى وربما لا يناسب من يعتمد على المضاربات قصيرة المدى:
 
نقاط الإرتكاز ومستويات المقاومة والدعوم والدعوم المتوقعة للسلع والمعادن وبعض العملاتهذا الشارت يفيد المستثمر للمراكز طويلة المدى وربما لا يناسب من يعتمد على المضاربات قصيرة المدى:
 
ملخص لآداء أهم القطاعات في عام 2020
 
أهم الدروس والتجارب من عام 2020 ونصائح عام 2021:
1-السوق سيفعل ما سيفعله السوق، بمعني لا تنشغل كثيراً في التبريرات وتفسير كل صغيرة وكبيرة، والدليل من كان يتوقع هذه الأرقام القياسية للأسواق في وقت كان الوباء والإغلاق والإقتصاد في حالة سقوط حر
2-يشير التاريخ إلى أنه من غير المرجح أن تتكرر مكاسب الأسهم مثلما حصل في 2020، ولكن تذكر حتى في حالة التحركات المتواضعة فقد تحقق مكاسب كبيرة من خلال القيام بتداولات ضمن الإتجاهات الرئيسية وضمن مستويات الدعوم والمقاومة الرئيسية.
3-في الوقت الحالي، لا يزال ارتفاع سوق الأسهم يبدو متوقعاً، ولكن من دون إستبعاد تغييرات سريعة، المؤشرات الرئيسية والأسهم القيادية تعطي إشارات إيجابية في الوقت الحالي.
4-حاول تحدد أو تميز ما بين اتجاه الأسعار وما بين حركات التصحيح المتوقعة، فهي مفيدة جداً.
5-التركيز على الأسهم القيادية لأن عادةً إشارات الشراء الخاصة بها تكون صحيحة، والدليل مؤشر ناسداك، الذي تضاعف تقريبًا من أدنى مستوياته في مارس، متجاوزًا مؤشرS&P500 وداوجونز للعام بأكمله، كان من الممكن أن يحقق المستثمرون الذين يركزون على الأسهم القيادية عوائد أكبر بكثير.
6-لا تفترض اي الأسهم ستكون الرابح الأكبر، ليس بالضرورة أكثر الأسهم ارتفاعاً لعام 2020 ستستمر في الإرتفاع، وليس بالضرورة كذلك إنها ستتراجع، التناوب في أسواق الأسهم متوقع.
7-تحتاج إلى الاستعداد، قم بتشغيل الشاشات خلال عطلة نهاية الأسبوع، وابحث عن أفضل الأسهم من المجموعات الممتازة، أنشئ قوائم مراقبة وقم ببعض الأبحاث حول هذه الأسماء.
8-الشراء يكون بناء على الاختراقات في سوق يتحرك ضمن إتجاه صاعد، ولا تشتري أبداً في سوق متراجع ولا تفترض أن التراجع إنتهي من دون أدلة واضحة على ذلك.
9-لا ترتبط بمجموعة محدودة من الأسهم، التناوب وتبادل الأدوار وارد جداً في أسواق الأسهم.
10-بعد شراء الأسهم، فإن الاحتفاظ بالمكاسب يمثل تحدياً، هل تحاول الاحتفاظ بمكاسب كبيرة أو تفضل جني الأرباح بنسبة 10٪ أو 20٪ ؟ الحل الأمثل هو في تحقيق الربح تدريجياً أو على الأقل استخدم المتوسط المتحرك متوسط المدى لعمليات جني الأرباح.
مرة أخرى، السوق سيفعل ما يريد لن يهتم لرأيك كثيراً، كن صديقاً للسوق، وكن مستعدًا وحاسماً ومرناً.
ملف بورصة عمان
 
الشركات التي ارتفعت أسعار أسهمها مقابل الشركات التي إنخفضت أسعار أسهمها