4 من أكبر عمليات الضغط القصير في التاريخ

"الخسارة لشخص ما هي ربح لشخص آخر". هذا المثل يشرح جمال سوق الأسهم حيث يمكن للمستثمرين أن يحققوا ربحًا سواء من ارتفاع أو انخفاض سعر السهم، وذلك بسبب ما يسمى بالبيع على المكشوف. ويشير البيع على المكشوف إلى استراتيجية التداول المتمثلة في اقتراض سهم من المتوقع أن ينخفض سعره، ثم بيعه في السوق المفتوح، ثم إعادة شرائه مرة أخرى بسعر أقل مما تمّ اقتراضه في البداية. ويستفيد المتداول من الفرق بين سعر البيع وسعر إعادة الشراء. ومع ذلك، فإنّ المفاجآت لا مفر منها، وقد تحدث ضغوطات قصيرة، مما يعني زيادة حادّة بشكل غير متوقع في الأسهم التي تم بيعها على المكشوف بشكل كبير، مما يجبر البائعين على المكشوف على تغطية مراكزهم من خلال شراء الأسهم مرة أخرى. وقد تؤدي هذه الزيادة غير المتوقعة في الطلب إلى بدء دورة ترفع سعر السهم أكثر، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة لأولئك الذين يراهنون ضدها.

 

كان هناك عدد من الضغوط القصيرة الرئيسية عبر التاريخ. فيما يلي بعض من أكثر الأمثلة التي لا تنسى:

 

 

1. الفضة (1980):


عادةً ما تحدث عمليات الضغط القصير للأسهم، ولكن في بعض الأحيان يمكن أن تؤثر على أسواق السلع. في عام 1980، قام الإخوة هانت، نيلسون بانكر وويليام هيربرت، بتجميع كمية كبيرة من الفضة في محاولة للسيطرة على السوق، بهدف الربح من مراكزهم الطويلة. وأدّى ذلك إلى عملية ضغط قصيرة حيث اندفع المتداولون لتغطية مراكزهم خوفًا من انهيار التداول. وارتفعت أسعار الفضة من أقل من 10 دولارات للأوقية إلى 48.70 دولارًا قبل أن تنهار في النهاية.

 

 

2. فولكس فاجن (2008):

 

ضغط قصير آخر ملحوظ هو سهم فولكس فاجن. كان الدافع وراء الضغط هو زيادة بورش حصتها في الشركة دون الكشف علنًا عن نيتها في الاستحواذ في عام 2005. واجه البائعون على المكشوف نقصًا في الأسهم التي يمكن تداولها بحرية (أقل من 6 ٪) حيث كانت معظم الأسهم إمّا مملوكة من قبل شركة بورش أو الحكومة الألمانية. وأدّى هذا النقص إلى ارتفاع الأسعار، ليصبح هدفًا للبائعين على المكشوف، حيث كان من المتوقع أن تنخفض الأسعار بسبب البيئة الاقتصادية الصعبة للأزمة المالية.

 

اضطر البائعون على المكشوف إلى إعادة شراء نسبة كبيرة من أسهم فولكس فاجن التي اقترضوها وباعوها على المكشوف. مع العدد المحدود من الأسهم المتاحة، سارعوا لشراء الأسهم المتبقية، مما تسبب في ارتفاع سعر السهم من 210 يورو إلى 1005 يورو في يومين فقط. وأدى هذا الضغط القصير إلى قيام البائعين على المكشوف بشراء الأسهم بأسعار أعلى بشكل متزايد من أجل تغطية مراكزهم القصيرة. نتيجة لذلك، ارتفعت القيمة السوقية لشركة فولكس فاجن إلى 370 مليار دولار في يومين فقط ، لتصبح الشركة الأكثر قيمة في العالم. للسيطرة على الضغط، كشفت بورش بعد ذلك عن خطتها لبيع ما يصل إلى 5 ٪ من حصتها في فولكس فاجن بهامش مربح مما تسبب على الفور في انخفاض سهم فولكس فاجن بنسبة 37 ٪ تقريبًا إلى 596 يورو في 29 أكتوبر، مقارنةً بسعر إغلاق اليوم السابق عند 945 يورو. خلال الأسابيع التالية، استمر السهم في الانخفاض، ووصل إلى هبوط بنسبة 70٪ من ذروته.

 

 

3. تيسلا (2020):

 

شهدت Tesla (TSLA) نصيبها العادل من الضغوط القصيرة على مر السنين. في عام 2020، مع ارتفاع سعر سهم Tesla مدفوعًا بارتفاع الطلب، وجد البائعون على المكشوف أنفسهم في موقف مقلق. وبلغت الخسائر 38 مليار دولار طوال عام 2020 بما في ذلك خسارة 2.5 مليار دولار في يوم واحد فقط. وانخفض الاهتمام بالبيع القصير في الأسهم إلى أقل من 6% من إجمالي أسهم تسلا مما يقرب من 20%، حيث أدى ارتفاع الشركة إلى إغلاق المستثمرين مراكزهم.

 

 

4. GameStop (2021):

 

آخر ضغط قصير هو ضغط GameStop الأخير. لاحظت مجموعة من مستثمري التجزئة في منتدى WallStreetBets التابع لـ Reddit أنّ صناديق التحوط قد خفضت أسهم GameStop بشكل كبير، لذلك قاموا بشراء الأسهم بشكل جماعي مما تسبب في ارتفاع السعر من حوالي 20 دولارًا للسهم إلى أكثر من 400 دولار في غضون أسابيع. وكانت هذه خطوة ضد صناديق التحوط للبيع على المكشوف التي تكبدت خسائر بمليارات الدولارات، حتى أنها تسببت في إغلاق بعضها بالكامل.

 

 

بشكل عام، يعد الضغط القصير ظاهرة مقنعة يمكن أن يكون لها تأثيرات واسعة النطاق على كل من المستثمرين الأفراد والأسواق المالية بشكل عام. وفي حين أنّها يمكن أن تؤدي إلى أرباح كبيرة لأولئك الذين يتخذون الخطوات الصحيحة، إلّا أنّها تزيد أيضًا من المخاطر المرتبطة بالبيع على المكشوف والمضاربة في السوق. لذلك، يجب على المستثمرين والمتداولين توخي الحذر. لقد أثبت الماضي مرارًا وتكرارًا أنّ مثل هذه الأحداث يمكن أن تكون غير متوقعة ولها تداعيات كبيرة على جميع الأطراف المعنية.

 

 

 

 

المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط.

قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على  قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي او مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة.

نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية.

محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لأتخاد أي قرار يراه مناسب لاستثماره.

"هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر او التوزيع او أعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد او شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.