تعتبر الحبوب، والقمح، على وجه الخصوص، مدخلات لا غنى عنها في جميع أطباقنا اليومية، ونجدها في عناوين الأخبار على مدى الأسابيع الماضية منذ بداية الصراعات المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا والتي يطلق عليها سلة الخبز في أوروبا. ساعدت التربة الخصبة أوكرانيا وروسيا على أن تكونا نذيرا في صناعة الأغذية والزراعة. أوكرانيا هي ثاني أكبر مصدر لحبوب الشعير، ورابع أكبر مصدر للذرة، وخامس أكبر مصدر للقمح خلال الفترة 2019-2020. ومن ناحية أخرى، تعد روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم، وتمثل كل من روسيا وأوكرانيا ربع إمدادات القمح العالمية البالغة 17.7٪ و 3.6٪ على التوالي، وخمس إمدادات الذرة العالمية.
ولذلك، تشهد الأسواق ارتفاعا حادا في أسعار السلع الأساسية وفي أسعار الحبوب، على وجه الخصوص، مع تصاعد التوترات السياسية إلى جانب الجفاف الحالي الذي يعوق بالفعل صناعة الحبوب في الولايات المتحدة وكندا والصين والبرازيل ودول أخرى، فعلى سبيل المثال ، تعاني 71٪ من المنطقة التي يتم فيها إنتاج القمح الشتوي في الولايات المتحدة من الجفاف.
انخفضت صادرات القمح العالمية بمقدار 3.6 مليون طن بسبب انخفاض الصادرات في كل من روسيا وأوكرانيا. ومن أجل تعويض الانخفاض البالغ 7 ملايين طن في الصادرات العالمية لروسيا وأوكرانيا، من المتوقع أن تزيد الهند إنتاجها بمقدار 1.5 مليون طن، في حين من المتوقع أن تزيد أستراليا إمداداتها بمقدار 2.3 مليون طن لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 36.3 مليون طن.
وقد أثار برنامج الأغذية العالمي شواغل بشأن أثر الحرب التي تتجاوز البحر الميت على الأمن الغذائي العالمي، حيث قال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي: "نحن الآن نتطلع إلى ارتفاع الأسعار الذي سيكلفنا ، من حيث التكاليف التشغيلية ، في أي مكان من 60 مليون دولار أمريكي و 75 مليون دولار أمريكي أكثر شهريا. وهذا يعني أن المزيد من الناس سيذهبون إلى الفراش جائعين".
نلاحظ ان أكبر مستوردي القمح في أوكرانيا الذين يمثلون 17٪ من إجمالي المستوردين الا وهم مصر وإندونيسيا وبنغلاديش وتركيا وتونس تأثروا سلبيا من الحرب حيث ارتفعت أرقام التضخم بسبب الزيادة في المكون الغذائي لسلة السلع. فنجد ارتفاع في أسعار المستهلك في مصر والتي تعتبر أكبر مستورد عالمي للقمح، بنسبة 1.5٪ حيث وصل إلى 8.8٪ في فبراير الماضي بسبب ارتفاع تكاليف الغذاء بنسبة 17.6٪، ومن المتوقع أن يتجاوز رقم التضخم الحد الأعلى البالغ 9٪ الذي حدده البنك المركزي المصري، كما من المتوقع أن ترتفع أسعار الفائدة في البلاد لأول مرة منذ 5 سنوات.
ارتفعت أسعار الحبوب المختلفة إلى مستويات تاريخية منذ بداية الحرب حيث وصلت أسعار القمح إلى 12.8725 دولار أمريكي / بوشل محققة أعلى مستوى لها منذ 14 عاما وهو قريب من ذروتها التاريخية المسجلة خلال الأزمة المالية العالمية في 2008، كما هو موضح في الرسم البياني أدناه.
أسعار القمح بالدولار الأمريكي مقابل الدولار الأمريكي (مارس 1997 - مارس 2022)| المصدر: تريدينج فيو
وإذا استمر تأثير الحرب على المدى الطويل، فمن المتوقع أن يصل سعر القمح لكل بوشل إلى مستوى مرتفع جديد يبلغ 21 دولارا أمريكيا للبوشل، مما قد يؤثر سلبا على الاقتصادات التي تعتمد عليه، ويعطل سلسلة التوريد بأكملها.
المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط .
قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة ( سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي او مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، و تعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة.
نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية.
محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات ( سي اف أي ). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لأتخاد أي قرار يراه مناسب لاستثماره.
"هذا المنشور ملكية ل ( سي اف أي ) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر او التوزيع او أعادة صياغة التقارير المستلمة و ارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد او شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.