وللمرة الأولى منذ 24 عاما تتدخل الحكومة اليابانية

وللمرة الأولى منذ 24 عاما، تدخلت الحكومة اليابانية كما وعدت سابقا بمكافحة انخفاض قيمة الين الياباني لهذا العام والذي انخفض بنسبة 20٪ امام نظيره الدولار الأمربكي. وكانت آخر مرة تدخلت فيها اليابان بشراء العملة خلال الأزمة المالية الآسيوية التي تسببت في عمليات بيع الين وهروب سريع للسيولة النقدية من البلاد. باعت اليابان الدولار واشترت الين لكن لم يتم الإعلان عن حجم التدخل، ورفضت السلطات الكشف عما إذا كانت قد حصلت على موافقة غير رسمية من دول مجموعة السبع. تسبب التدخل في ارتفاع قيمة الين الياباني من حوالي 146 دولارا إلى حوالي 140 دولارا في بضع دقائق بعد نشر الخبر، كما هو موضح في الرسم البياني أدناه. وأظهرت العملة يوما متقلبا لم تشهده منذ فترة الكورونا في عام 2020، وحتى الآن فقدت العملة حوالي خمس قيمتها مقابل العملة الأمريكية.

 

المصدر: ترايدنج فيو

وفي الوقت نفسه، هاروهيكو كورودا، محافظ بنك اليابان، حافظ على سعر فائدة يبلغ -0.1٪، وأكد أنه لن يغير سياسته النقدية في أي وقت قريب قائلا: "لا يوجد أي تغيير على الإطلاق في موقفنا المتمثل في الحفاظ على سياسة نقدية سهلة في الوقت الحالي. لن نرفع أسعار الفائدة لبعض الوقت". وكان قراره على على عكس بقية العالم فحتى رأينا قرار بنك سويسرا برفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس لتصل الي سعر ايجابي لأول مرة منذ أكثر من عشر سنوات بنسبة 0.5٪. وقال كورودا "مع وجود اختلافات واضحة في الوضع الاقتصادي والسعري، ليست هناك حاجة لأن تزيل اليابان أسعار الفائدة السلبية لأن الآخرين فعلوا ذلك".

 

علاوة على ذلك، أعلن بنك اليابان أنه، كما كان يفعل منذ أبريل، سيواصل شراء عدد غير محدود من السندات للدفاع عن سقف 0.25٪ كل يوم تداول. وسيتم تخفيض برنامج قروض الإغاثة من الجائحة تدريجيا، وسيتم توسيع عملية السيولة لتغطية مجموعة واسعة من التزامات تمويل الشركات. وسوف تستخدم اليابان احتياطاتها الأجنبية البالغة 1.33 تريليون دولار للتدخل في شراء الين، والذي على الرغم من ضخامته، إلا أنه قد ينفد بسرعة إذا كانت هناك حاجة إلى مبالغ كبيرة للتأثير على أسعار الفائدة. كما ألغى بنك اليابان خطة لتزويد البنوك بقروض مخفضة للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم لمساعدتها على التغلب على الاضطراب الناجم عن الوباء، لكنه أطال بشكل مفاجئ أجزاء أخرى من برامج التمويل المتعلقة بالجائحة.

 

لم يرض التدخل الاقتصاديين حيث علق ستيوارت كول كبير الاقتصاديين في إكويتي كابيتال في لندن لرويترز "لكن تدخلات العملة نادرا ما تكون ناجحة وأتوقع أن خطوة اليوم لن توفر سوى مهلة مؤقتة (للين)". أيضا ، بن لايلدر. استراتيجي الأسواق العالمية لدى إيتورو في لندن لرويترز "طالما ظل مجلس الاحتياطي الاتحادي على قدم المبادرة المتشددة في رفع أسعار الفائدة، فمن المرجح أن يؤدي أي تدخل للين إلى إبطاء هبوط الين وليس وقفه".

إن دعم سياسة التيسير وسط تشديد عالمي يضع ضغوطا على الاقتصاد الياباني مع اتساع فجوة أسعار الفائدة بين البلاد وبقية العالم. لذلك، من المتوقع أن تتدخل السلطات اليابانية مرة أخرى بأدوات أكثر صرامة.

 

 

المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط .

قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة ( سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على  قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي او مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، و تعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة.

نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية.

محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات ( سي اف أي ). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك  المستثمر كامل الحرية والإرادة لأتخاد أي قرار يراه مناسب لاستثماره.

"هذا المنشور ملكية ل ( سي اف أي ) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر او التوزيع او أعادة صياغة التقارير المستلمة و ارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد او شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر