أزمة الديون الأمريكية تهدد بأزمة مالية عالمية

 

أطلق الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تحذيراً بضرورة رفع سقف الديون معتبراً أن التخلف عن السداد ونقص الأموال سيؤدي لخطر كبير يهدد الإقتصاد الأمريكي والعالمي، وبنفس الطريقة حذرت "جانيت يلين" وزيرة الخزانة الأمريكية بأن الفشل في زيادة الإقتراض قد يؤدي إلى التخلف عن سداد ديون الولايات المتحدة الأمريكية مما قد يتسبب في أزمة مالية عالمية وأيضاً سيتسبب في إرتفاع حاد في أسعار الفائدة.

 

كما تكبدت أسواق الأسهم العالمية خسائر كبيرة هذا الأسبوع بقيادة أسهم القطاع المالي وقطاع التكنولوجيا مع إزدياد المخاوف والقلق من أن تؤدي إنعكاسات الزيادة المستمرة والمتسارعة في وتيرة رفع أسعار الفائدة على آفاق النمو العالمي بشكل عام وعلى مستويات السيولة لدى البنوك بشكل خاص، فتراجع مؤشر القطاع المصرفي الأوروبي بنسبة 3.8% مسجلاً أكبر خسارة في 9 أشهر.

 

كما تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية بأكبر وتيرة لها منذ عدة شهور سابقة وسط موجة بيع واسعة النطاق نتيجة قلق المستثمرين بشأن أوضاع البنوك الأمريكية بعدما اضطرت جهات تنظيمية لإغلاق " Silicon Valley Bank SVB" الذي يركز في أعماله على الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا.

 

وتبلغ أصول بنك سيليكون بنك 209 مليارات دولار وبذلك تكون هذه العملية أكبر عملية إفلاس منذ الأزمة المالية العالمية في 2008، والتي اندلعت عقب إفلاس بنك ليمان براذرز والذي كانت أصوله حينها نحو 639 مليار دولار عرقلت الاقتصاد لسنوات، فيما استبعد اقتصاديون إنتقال الأزمة هذه المرة لبنوك كبرى مثل "جي بي مورغان" و"مورغان ستانلي" بسبب قوة ملائتها المالية وللتنوع الكبير في قاعدة عملاؤها.

 

وزادت مخاطر السيولة لدى البنوك بعد الزيادات المتتالية في أسعار الفائدة وتسببت بإرتفاع كلفة القروض ونتج عنه صعوبات مالية لقطاع الشركات الناشئة من جهة وإنخفاض قيمة السندات التي تملكها البنوك من جهة آخرى، وحذرت المؤسسة الفدرالية لتأمين الودائع FDIC من أن خسائر المصارف المحتملة بهذا الصدد ترتفع حاليا إلى 620 مليار دولار.

 

وبعيداً عن تفاصيل أزمة البنك الأمريكي SVB فإن الإقتصاد الأمريكي وتأثيره المباشر على الإقتصاد العالمي أمام مجموعة من التحديات الكبيرة والتي سنلخصها في النقاط التالية:

 

  1. نجاح الإدارة السياسية والمالية الأمريكية في زيادة سقف الإقتراض البالغ حالياً 31.4 تريليون دولار وإلتزامها بدفع ديونها في الوقت المحدد.
  2. مدى فعالية الشروط والمتطلبات المالية التي فرضتها الجهات التنظيمية على البنوك الأمريكية بعد الأزمة المالية عام 2008 وفيما لو ستؤدي دورها من مخاطر إنتقال عدوى مصرف SVB لبقية القطاع المصرفي وخصوصاً المصارف الكبرى.
  3. إلى أي مدى سيستمر الفدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم من دون التسبب في ركود يضر الإقتصاد الأمريكي والعالمي ودون إحداث المزيد من التعقيد بالأمور المالية للشركات وتجنب المخاطر التي تواجهها المصارف.

 

وكان الفدرالي قد أعلن عبر موقعه الرسمي عن عقد إجتماع إستثنائي يوم الأثنين 13-3-2023 لمراجعة وتحديد معدلات السلف والخصم التي سوف تفرضها بنوك الإحتياطي الفدرالي، وسيتم الإعلان عن نتيجة الإجتماع بعد إنتهائه من خلال إصدار بيان رسمي سينشر على الموقع الرسمي للفدرالي، علماً بأنه من المقرر أن يعقد المجلس الفدرالي إجتماعه المجدول في الفترة من 21 إلى 22 آذار الحالي لتحديد أسعار الفائدة القادمة وسط توقعات بزيادتها ما بين 25 أو 50 نقطة أساس.

 

 

الرسم البياني لأسعار بنك وادي السيليكون

الشكل 1: الرسم البياني لأسعار بنك وادي السيليكون، المصدر: ميتاتريدر 5

 

 

رسم توضيحي يبين تراجع سعر سهم  (SVB Financial)بأكثر من 60% خلال تداولات الخميس مغلقاً عند 106 دولار ساهمت في إنخفاض قيمته السوقية بحوالي 80 مليار دولار فيما يظهر لنا الشارت المرفق وجود دعم تاريخي هام بالقرب من المستويات 75 دولار للسهم.

 

وكانت أزمة السيولة لدى (SVB Financial) قد أثرت بالفعل على أسهم البنوك على مستوى العالم، وأدت هذه الأزمة إلى محو أكثر من 100 مليار دولار من القيمة السوقية للبنوك خلال يومين، وبدأت تداعيات انهيار البنك الذي له أصول في عدد من دول العالم بالانتشار في جميع أنحاء العالم وهناك تحذيرات من أن الخطر الأكبر سيكون على الشركات الناشئة نتيجة السيولة وصعوبة الحصول على التمويل.

 

 

الرسوم البيانية لأسعار مؤشرات الأسهم العربية المختلفة

 

الشكل 2: الرسوم البيانية لأسعار مؤشرات الأسهم العربية المختلفة، المصدر: ميتاتريدر 5

 

 

عربياً تراجعت المؤشرات الرئيسية في معظم أسواق الأسهم العربية بأولى جلسات التداول لهذا الأسبوع، فتراجع مؤشر بورصة عمان بنسبة 2.25% وهي أكبر وتيرة تراجع يومية منذ آذار 2020 كما تراجع مؤشر البورصة المصرية بأكثر من 3% وتراجع المؤشر السعودي بنسبة 0.76%.

 

 

 

 

المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. 

قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي او مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. 

نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. 

محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لأتخاد أي قرار يراه مناسب لاستثماره. 

"هذا المنشور ملكية ل ( سي اف أي ) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر او التوزيع او أعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد او شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.