هل ستصدم أوبك السوق مرة أخري؟

تم الإعلان عن أحد أقوى تخفيضات أوبك لإنتاج النفط الشهر الماضي في العاصمة النمساوية فيينا، 2 مليون برميل / اليوم ، مباشرة بعد إنخفاض متواضع قدره 200 ألف برميل / اليوم في الإجتماع الأسبق. دافع وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان عن قرار أوبك بمخاوفه بشأن مسار رفع أسعار الفائدة في البنوك المركزية وتأثيره السلبي على أسعار النفط ، مشيراً إلى أن البنوك المركزية ترفع أسعار الفائدة "بسرعة كبيرة جداً" للحد من  التضخم..

 

في رد فعل، أعلنت الولايات المتحدة إطلاق آخر 15 مليون برميل من الإحتياطي الإستراتيجي لشهر أبريل البالغة 180 مليون برميل لتغطية طلب ديسمبر 2022 مع نية إطلاق كمية إضافية قريباً إذا لزم الأمر. بالتوازي مع إصدار إحتياطي البترول الإستراتيجي، خاطب بايدن شركات النفط الأمريكية (التي تعاني فرض ضرائب عالية من قبل الحكومة الأمريكية) لتوجيه إنتاجها النفطي للإستخدام المحلي بدلاً من التصدير إلى السوق أوروبي.

 

وفقاً لما ذكرته شركة رايستاد لاستشارات الطاقة ، ستشهد صناعة النفط أعلى أرباح على الإطلاق في عام 2022 ، مع إرتفاع التدفق النقدي من الإستكشاف والإنتاج من 128 مليار دولار في عام 2022 و 500 مليار دولار في عام 2021 إلى 834 مليار دولار أمريكي في عام 2022. العامل الرئيسي المساهم في هذه البيانات المالية هو إستمرار إرتفاع أسعار النفط والغاز. مع متوسط ​​أسعار نفط برنت المقدرة بـ 111 دولاراً للبرميل في عام 2022 ، وسعر غاز هينري هاب عند 4.2 دولار لكل ألف قدم مكعب  وسعر الغاز الأوروبي البالغ 25 دولاراً ، سيصل إجمالي التنقيب والإنتاج العامة إلى 834 مليار دولار هذا العام. وفقاً للأرقام المستخرجة من إتحاد الطاقة الدولي ، نظراً لخفض إمدادات أوبك + 2 مليون برميل ، سيتباطأ الطلب على النفط بمقدار 340 ألف برميل في اليوم على أساس سنوي في الربع الرابع من عام 2022. سيتم تطبيق مزيد من العقوبات على النفط الروسي ، مما يؤدي إلى تفاقم آزمة نقص النفط في الأسواق الدولية ، مشيراً إلى إنخفاض صادرات النفط الروسية بمقدار 230 ألف برميل يومياً إلى 7.5 مليون برميل في اليوم في سبتمبر ، بإنخفاض 560 ألف برميل في اليوم عن مستويات ما قبل الحرب. وإنخفضت الشحنات إلى الإتحاد الأوروبي بمقدار 390 كيلو بايت / يوم، ولا يزال يتعين على دول الإتحاد الأوروبي تنويع أكثر من نصف وارداتها قبل الحرب بعيداً عن روسيا. هدد المسؤولون الروس بقطع إنتاج النفط لتعويض الأثر السلبي للحدود القصوى التي فرضها المجتمع الدولي لأسعار النفط الروسي

 

 

إن أسعار الطاقة هي المساهم الرئيسي في إرتفاعات قراءات التضخم الرئيسية الحالية، مما لم يترك أي خيار للحكومات سوى رفع أسعار الفائدة حيث تباطأ التضخم العام الأخير في الولايات المتحدة للشهر الثالث إلى 8.2٪ في سبتمبر وإنخفضت مبيعات التجزئة إلى 8.2٪ ٪ ، مسجلاً التراجع الثاني من يوليو 10٪. ومع ذلك، إرتفع معدل التضخم الأساسي السنوي إلى 6.6٪ في سبتمبر، وهو أعلى معدل منذ عام 1982 من 6.3٪ في الشهر السابق، وإخترق الرهن العقاري لمدة 30 عاماً بمعدل ثابت 7٪ لأول مرة منذ أبريل 2002. وفي الوقت نفسه لدى الإتحاد الأوروبي قصة أخرى من إرتفاع التضخم على أساس سنوي إلى 10.9٪ في سبتمبر.

 

 

كما صرحت شركة جلينلوك للطاقة "تم الاستنتاج أن خفض إنتاج أوبك ربما تم لدعم أسعار النفط ؛ و أنه من الغريب القيام به في هذا الوضع حيث يتجه الإقتصاد إلى الركود.

 

المصدر:    https://glenlochenergy.com/ 

 

في الوقت الذي تم فيه كتابة هذا المقال، سجل برنت أول تحرك صعودي شهرياً بنسبة 8٪ في أكتوبر 2022 بعد إنخفاض دام 4 أشهر، حيث خسر 34٪ من أعلي سعر له عند 125 دولاراً للبرميل في يونيو. على ما يبدو كان الأداء الصاعد لشهر أكتوبر رد فعل على قرار أوبك بشأن خفض إمدادات النفط وإعتماداً على نية المملكة العربية السعودية بتوازن العرض / الطلب العالمي الي جانب سياسة الصين بشأن سياسة كوفيد وتأثيرها الذي يلوح في الأفق على الطلب العالمي على النفط. إن إستدامة الأسعار حول 100 دولار للبرميل أو الحفاظ على سعر محوري عند 90 دولاراً للبرميل سيتطلب من أوبك تأمين فجوة إمداد مناسبة وستدفع المنظمة إلى إتخاذ الإجراءات المطلوبة بالوضع في الإعتبار إجتماع الفيدرالي الأمريكي للسوق في 2 نوفمبر والذي من المتوقع أن يحافظ فيه جيروم باول على سياسة التشدد ورفع الفائدة 75 نقطة أساس للمرة الثالثة.

 

 

المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط .

قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة ( سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على  قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي او مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، و تعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة.

نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الإعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من إتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية.

محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات ( سي اف أي ). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك  المستثمر كامل الحرية والإرادة لأتخاد أي قرار يراه مناسب لاستثماره.

"هذا المنشور ملكية ل ( سي اف أي ) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر او التوزيع او أعادة صياغة التقارير المستلمة و ارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد او شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر