ما هو سوق السلع؟
يتيح سوق السلع للمشاركين مثل أي سوق آخر في جميع أنحاء العالم، شراء أو بيع المنتجات التي تتراوح من الكماليات إلى الضروريات اليومية. ويوجد العديد من مراكز السلع في جميع أنحاء العالم، مما يسهل التداول بين الموردين، والمصنعين، والمضاربين، وغيرهم.
تنقسم السلع عادةً إلى مجموعتين: السلع اللينة والسلع الصلبة.
تكون معظم السلع اللينة زراعية ويتم زراعتها وحصادها. وهي تشمل الأنواع الشائعة والعامة مثل الذرة، والقمح، والسكر، وفول الصويا. ويشمل نوع آخر من السلع اللينة الماشية مثل لحم الخنزير. ومن ناحية أخرى، إن السلع الصلبة هي موارد طبيعية يتم إستخراجها من الأرض وتشمل الذهب، والنفط، والغاز الطبيعي، والنحاس.
يمكن تقسيم السلع إلى فئات متعددة بالطريقة التالية: (الشكل 1)
المعادن: الذهب، والفضة، والبلاتين، وغيرها.
الطاقة: النفط الخام، وزيت التدفئة، والغاز الطبيعي، وغيرها.
الزراعة: الكاكاو، والبن، والقطن، والسكر، وغيرها.
الماشية واللحوم: الخنازير، وغيرها.
Figure 1 - 2-Hour Chart of Gold, Crude Oil and Coffee
Please click For bigger size
كيف تعمل أسواق السلع
يسمح سوق السلع لمجموعة واسعة من المشاركين في السوق بالوصول إلى موقع مركزي يتضمن حوالي 100 منتج رئيسي. ويشمل المشاركون، الموردين والمنتجين الصريحين، الذين يركزون على الحصول على السلعة أو بيعها بينما قد ينظر إليها الآخرون كوسيلة للتحوط ضد تعرض معين في نفس المنتج أو في منتج آخر. ويتواجد المضاربون والمستثمرون أيضًا في سوق السلع، ويراهنون على إرتفاع الأسعار أو إنخفاضها بينما قد يحتفظ الآخرون بالسلع لحماية محفظتهم من ظروف السوق المعاكسة.
قد تعمل بعض السلع كتحوط ضد بعض التقلبات مثل التوقعات التضخمية، لكن يمكن أن تكون مجموعة من السلع مفيدة أيضًا في أوقات التقلب نظرًا لميلها إلى التحرك عكس الأسهم.
تتأثر أسعار السلع بالعديد من العوامل الشائعة إلى حد ما في جميع الأسواق الأخرى بما في ذلك العرض، والطلب، والتوتر الجيوسياسي، والبنك المركزي، وقرارات معدل الفائدة، والظروف الإقتصادية، وغيرها الكثير. ويكون عنصر العرض والطلب بالنسبة للسلع تحديدًا قويًا حيث أن العديد من السلع المتداولة موسمية أو متأثرة بالعوامل التي قد تؤدي إلى إضطرابات العرض أو الطلب.
لمحة عن تاريخ أسواق السلع
يعود تاريخ السلع إلى آلاف السنين عندما كانت القبائل والحضارات القديمة تتاجر بمنتجات مختلفة مقابل بعضها البعض بما في ذلك السلع، والمواد الغذائية، وغيرها من العناصر. وكانت هذه الطريقة الوحيدة للدفع مقابل الضروريات واستمرت هذه الممارسة في التاريخ الحديث حتى أصبحت العملات وسيلة للتداول.
لم يكن تداول السلع متاحًا للجميع وكان يتطلب الكثير من المال، والوقت، والخبرة اللازمة للمشاركة في السوق. وأصبح تداول السلع مع ظهور التكنولوجيا، شيئًا متاحًا وسهلاً لجميع المتداولين والمستثمرين تقريبًا.
يعد مجلس شيكاغو للتجارة من أقدم وأشهر البورصات. وبدأت بورصة شيكاغو التجارية في عام 1848 وسمحت بتداول السلع الزراعية مثل القمح والذرة. ما ساعد المزارعين والمستهلكين على إدارة المخاطر من خلال القضاء على تقلبات الأسعار من المنتجات المتداولة. وتعد بورصة شيكاغو التجارية اليوم واحدة من أكبر الشركات في العالم، حيث تقدم خيارات وعقود مستقبلية على مجموعة واسعة من المنتجات بما في ذلك السلع، وأسعار الفائدة، ومؤشرات الأسهم.
أنواع أسواق السلع
السلع متاحة للتداول في الأسواق الفورية أو أسواق المشتقات. وتُعرف الأسواق الفورية بالأسواق المادية أو النقدية حيث يتبادل البائعون والمشترون السلع للتسليم الفوري. ومن ناحية أخرى، تتكون أسواق المشتقات من العقود الآجلة، والعقود الآجلة المدرجة، والخيارات.
العقود الآجلة والعقود الآجلة المدرجة هي العقود التي تستخدم السوق الفوري كأنه السوق الأساسي. وتمنح هذه المنتجات المشتري السيطرة على السلع في المستقبل بسعرٍ يحدد اليوم. ونظرًا لطبيعة المضاربة في التداول عبر الإنترنت، يتم إغلاق معظم العقود قبل إنتهاء صلاحيتها أو يتم تجديدها لأن المتداولين غير مهتمين بالإستلام.
الإختلافات الرئيسية بين الاثنين هي أن العقود الآجلة المدرجة موحدة ويتم تداولها من خلال البورصة بينما العقود الآجلة قابلة للتخصيص والتداول خارج البورصة.
لم يعد تداول السلع، مثل تداول أي منتج آخر، صعب بفضل التطبيقات عبر الإنترنت وطرق الإيداع السريعة التي يمكن أن تصل المتداولين بالمراكز المالية الرئيسية خلال دقائق.
يمكن للمتداولين تداول السلع مباشرةً من خلال السوق الفوري أو من خلال تداول المشتقات، لكن يمكنهم أيضًا التداول من خلال سوق الأسهم. وعلى سبيل المثال، تتقلب أسهم شركات التعدين مع تحركات أسعار السلع الفعلية ويمكن إستخدامها كتحوط أو شكل آخر من أشكال التعرض لمنتجات معينة. ويمكن أن تكون صناديق الإستثمار المتداولة خاصة بالسلع وتستثمر في العديد من المنتجات، أو يمكن أن تتمحور حول سلعة واحدة، وبالتالي، تخلق تعرضًا مباشرًا لها.
تداول السلع من خلال الأسهم أو صناديق الإستثمار المتداولة بالنسبة للأشخاص الذين يتداولون الأسهم حصريًا، أسهل للتحكم من إستخدام المشتقات مثل العقود الآجلة المدرجة والخيارات.
أمثلة على أسواق السلع
يوجد العشرات من بورصات السلع الأساسية في جميع أنحاء العالم ولكن يتواجد معظمها في الولايات المتحدة، في شيكاغو ونيويورك تحديدًا. ويعتبر مجلس شيكاغو للتجارة من بين الأقدم وقد تم تأسيسه في عام 1848. وتتاجر بورصة شيكاغو التجارية بمجموعة متنوعة من السلع بما في ذلك الماشية، والأخشاب، والخنازير الخالية من الدهون، وغيرها.
ويسمح مجلس التجارة في نيويورك بالتداول في القهوة، والكاكاو، وعصير البرتقال، والإيثانول، وغيرها الكثير، بينما توفر بورصة نيويورك التجارية التداول على النفط، والذهب، والفضة، والبلاتين (الشكل 2)، والكهرباء، وغيرها.
وتشمل المراكز الأخرى كانساس مع وجود مجلس التجارة في كانساس ومينيابوليس حيث توجد بورصة مينيابوليس للحبوب. وعلى الصعيد العالمي، تعد بورصة لندن للمعادن من البورصة الرئيسية في جميع أنحاء أوروبا بينما تشتهر بورصة طوكيو للسلع في جميع أنحاء آسيا.
لا تزال بعض البورصات تستخدم أحيانًا طريقة المزايدة العلنية، في حين أن معظم عمليات التبادل والسلع تتم عامةً عبر الإنترنت وإلكترونياً.
Figure 2 - 1-hour platinum chart
تنظيم سوق السلع
تنظم سي أف تي سي المعروفة أيضًا باسم "لجنة تداول السلع الآجلة المدرجة" تداول العقود الآجلة المدرجة والخيارات على السلع. كما تساعد على حماية المتداولين من الاحتيال والممارسات المضللة من خلال تعزيز كفاءة وشفافية السوق. ويتم تنظيم مراكز السوق الأخرى من قبل السلطات القضائية الخاصة بها، لكن تعتبر سي أف تي سي من بين أكثر المراكز شعبية لأنها تنظم بورصات السلع الأساسية في جميع أنحاء الولايات المتحدة والتي تصادف أنها من بين أكبر البورصات في العالم.
تداول سوق السلع مقابل تداول الأسهم
من حيث أوجه التشابه، سواء كنت تتداول في الأسهم أو في السلع، فأهدافها مماثلة وتشمل تحقيق الربح أو الحماية من تعرض معين. ويوجد الآلاف من الأسهم القابلة للتداول في جميع أنحاء العالم، ما يمنح المتداولين القدرة على التنويع بشكل أكبر والوصول إلى المزيد من الفرص في حين أنّ عددها أقل بكثير من عدد الأسهم.
من منظور التحوط، قد تكون السلع مفيدة جدًا للأشخاص الذين يمتلكون محافظًا ثابتة ويتطلعون إلى الحماية من الجوانب السلبية المحتملة التي تسببها الشركة أو القطاع أو لأسباب اقتصادية. وهذا لأن السلع قد تحركت تاريخيًا عكس الأسهم.
إنّ المتداولين في سوق الأسهم أو السلع، غالبًا ما يكونوا متشابهين ويتم التداول إلكترونيًا في فترة طويلة من كل يوم، على مدى 5 أيام في الأسبوع. وقد يكون شراء الأسهم والاحتفاظ بها أسهل لأن التقلبات فيها محدودة وتتجه الشركات الناجحة إلى النمو مع مرور الوقت، ما يؤدي إلى إرتفاع الأسعار من خلال زيادة الطلب. ومن ناحية أخرى، فإن السلع معرضة للتقلبات وتعطل العرض والطلب ما يؤدي إلى تقلبات قوية في الأسعار خلال فترات قصيرة.
المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط .
قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة ( سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي او مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، و تعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة.
نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الإستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الإستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية.
محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات ( سي اف أي ). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لأتخاد أي قرار يراه مناسب لاستثماره. "هذا المنشور ملكية ل ( سي اف أي ) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر او التوزيع او أعادة صياغة التقارير المستلمة و ارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد او شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.