تصدر اليوم الساعة 16:30 عصراً بتوقيت دبي بيانات التضخم الأمريكية، وتترقب الأسواق كيف ستكون القراءة الحقيقية مقارنة مع ما هو متوقع ومقارنة مع القراءة السابقة، التوقعات تشير أن التضخم على أساس سنوي سيواصل تباطؤه للشهر الثامن على التوالي إلى 6.0% مقارنة مع 6.4% للقراءة السابقة، وهي تعتبر القراءة الأقل منذ أكتوبر 2021.
ولكن مازال الفدرالي يؤكد على ضرورة وضمان عودة التضخم للمستويات المستهدفة عند 2%، وإن سياسة التشديد النقدي يجب أن تستمر لطالما استمرت معدلات التضخم عند مستويات غير مقبولة، كما أكد الفدرالي أن توقعات أسعار الفائدة في إجتماعه في 22 آذار ستعتمد على طبيعة البيانات الإقتصادية، وبالتالي ستركز الأسواق فيما لو كانت قراءة التضخم ستظهر تفاؤلاً بإستمرار إبطاء وتيرة رفع سعر الفائدة أو التوجه لرفعها بمعدلات أكبر ربما تصل لنصف نقطة مئوية.
.png)
ولكن معاناة عدد من البنوك الأمريكية بسبب سياسة التشديد النقدي وإعلان إفلاس ثلاث بنوك لغاية الأن قد تقلل من تأثير بيانات التضخم وربما يكون هناك قرارات مفاجأة فيما يتعلق بالسياسة النقدية للفترة القادمة وحتى أن بنك جولدن ساكس توقع عدم رفع أسعار الفائدة في إجتماع 22 آذار .
وعلى العموم، لا نستبعد أن يرافق صدور تلك البيانات حدوث تقلبات في أسواق المال، مع التذكير بأن ردة فعل السوق الأولية بغض النظر عن طبيعة القراءة الحقيقية قد تكون حادة ومتقلبة في بدايتها قبل أن يبدأ السوق بالعودة للإستقرار ، لذا وجب التنويه، ومن الضروري تذكر القاعدة الذهبية: المتداولون لديهم آفكار وقناعات مختلفة في طريقة تفسيرهم للمعلومات الصادرة ولذلك لا يمكن آن تتحرك الآسعار بنسبة 100% حسب تلك المعلومات، فيما السيناريوهات المتوقعة ستكون كالتالي:
1.قراءة أعلى من القراءة السابقة (6.4%) : يعني أن هناك مخاوف بمعاودة إرتفاع التضخم من جديد وهذا سيدفع الفدرالي للإستمرار بوتيرة متشددة فيما يخص أسعار الفائدة وبالتالي قد يشكل ذلك إيجابية للدولار الأمريكي وسلبية للأسهم والذهب.
2.قراءة عند أو أقل من المتوقع (6.0%): ربما سيكون ذلك مقنعاً للفدرالي بوقف بوتيرة رفع أسعار الفائدة، وبالتالي ربما يشكل ذلك سلبية للدولار وإيجابية للأسهم والذهب.
3.قراءة أعلى من المتوقع ولكن أقل من القراءة السابقة (بين 6.0% و 6.4%): هنا ستكون أكثر الحالات حيرة للأسواق وستجعلنا نتوقع تقلبات ما بين صعود وهبوط قبل أن تسلك الأسعار إتجاههاً محدداً.
ولكن نعود ونؤكد أن التكهنات ستكون صعبة للغاية في ظل ظروف ومعطيات جديدة ستعتمد على الطريقة التي ستتعامل معها الجهات المنظمة مع النظام المالي للمصارف الأمريكية.