العقود مقابل الفروقات هي منتجات ذات رافعة مالية تنطوي على درجة عالية من المخاطر. اكتشف المزيد

الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

أهمية الشرق الأوسط للذكاء الاصطناعي:

محللين CFI
محللين CFI
calendar
17 أكتوبر, 2024
header background

كلمات افتتاحية: 

لذكاء الاصطناعي يحتاج إلى قدرات حوسبة كبيرة ومتقدمة بشكل دائم ومستمر.

الحوسبة التي يقوم عليها جزء كبير من الذكاء الاصطناعي تحتاج لكمية هائلة من الطاقة.

منطقة الشرق الأوسط تعد موطنا مميزا للطاقة، ومنطقة مستقبلية مميزة للطاقة المتجددة.

مقدمة:

كانت نهاية عام 2022 شاهدة على بزوغ عصر ما يُسمى بثورة الذكاء الاصطناعي، حينما أطلقت شركة OpenAI تطبيق الدردشة ChatGPT كمحاكاة للنقاشات بين الإنسان والتكنولوجيا، ليمتد الأمر ويصبح وبسرعة كبيرة جدا، جزءا رئيسيا يتقاطع مع مختلف الصناعات والمجالات، وذلك لجعل الحياة أكثر سهولة وسرعة بشكل أقرب إلى الاحترافية، ما ساهم في جعلها أمرا منتشرا وبشكل ملحوظ، وستسلط هذه المقالة الضوء على منطقة الشرق الأوسط وثورة الذكاء الاصطناعي ، من خلال ما تزخر به هذه المنطقة من طاقة على وجه التحديد.

أولا. أهمية الطاقة للذكاء الاصطناعي:

قبل الخوض في أهمية الشرق الأوسط للذكاء الاصطناعي، فإنه لابد من التعريف بأهمية الطاقة نفسها للذكاء الاصطناعي.

حيث تعتمد شركات الذكاء الاصطناعي، مثل شركات Google وMircosoft وApple، على مراكز ضخمة لجمع البيانات التي ستقوم بمعالجتها واستخدامها فيما بعد، وهي المراكز التي قد تصل لمساحات تمتد عبر 10 آلاف قدم مربع، ما يجعلها أماكن بحاجة ماسة ودائمة لكميات كبيرة من الطاقة لتشغيلها.

إذ تشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن هذه المراكز تقوم باستهلاك 40% من الطاقة لخدمات الحوسبة، و20% لتشغيل معدات تكنولوجيا المعلومات المرتبطة بها، فيما تذهب ما نسبته 40% للتبريد.

ومع تسارع وتيرة نمو الذكاء الاصطناعي وتداخله في مختلف المجالات، فإن ذلك انعكس على حجم الطاقة المستخدمة من قبل مراكز البيانات الخاصة بالشركات التي تقدم خدمات هذا النوع من الذكاء.

ويمكن التأكيد على حجم الطاقة المستخدم، من خلال استعراض الأرقام عبر وكالة الطاقة الدولية للطاقة IEA.

حيث توقعت الوكالة أن يتضاعف إجمالي استهلاك هذه المراكز من الكهرباء إلى أكثر من 1000 تيراواط في الساعة عام 2026، وهو ارتفاع بأكثر 54% مما كان عليه الاستهلاك عام 2022.

كما وتوقعت الوكالة عبر تقريرها الصادر في شهر يوليو، أن ينمو الطلب على الطاقة بنحو 4% لعام 2024، ما يمثل أسرع معدل نمو سنوي منذ عام 2007.

وأيضا، أكدت الوكالة على أن الذكاء الاصطناعي في صورته المستمرة في التطور، سيكون بحاجة لقدرات حوسبة متقدمة، ستحتاج بدورها لكميات كبيرة للطاقة.

ثانيا. أهمية الشرق الأوسط للذكاء الاصطناعي:

بناء على المعلومات السابقة الخاصة بأهمية مراكز البيانات للذكاء الاصطناعي من جانب، ومدى أهمية الطاقة لتلك المراكز من جانب آخر، فإن الأماكن التي تستطيع توفير مثل تلك الكمية من الطاقة تصبح أمرا حيويا للشركات التي تقدم خدمات الذكاء الاصطناعي.

وهنا تبرز أهمية الشرق الأوسط للذكاء الاصطناعي على صعيد ما تزخر به هذه المنطقة من أنواع مختلفة وهائلة من الطاقة.

وهو ما أكد عليه رئيس مركز الطاقة والمواد، وعضو اللجنة التنفيذية في المنتدى الاقتصادي العالمي روبرتو بوكا.

وذلك حينما أشار إلى مدى أهمية منطقة الشرق الأوسط وما تحتويه من موارد طاقة هائلة، بشكل يجعلها واحدة من أكثر المناطق حيوية للذكاء الاصطناعي.

حيث قال بوكا لصحيفة The National:

"إن منطقة الشرق الأوسط تمتلك موردان مهمان لمستقبل الذكاء الاصطناعي، وهما "النفط والشمس"".

وأكد أيضا على ما تقوم به بعض المناطق في مجال الطاقة النووية، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة.

ووفقا لهذه الثروة الهائلة التي تتمتع به منطقة الشرق الأوسط، فإن ذلك يجعلها قبلة لشركات الذكاء الاصطناعي التي ستجدها فرصة مميزة لإنشاء مراكز بياناتها فيها.

كما وتهتم العديد من الدول في منطقة الشرق الأوسط بمسألة الطاقة المتجددة، التي باتت جزءا أكبر من توليد الكهرباء، بطريقة توفر الطاقة بشكل أمثل، كتوجيه الطاقة نحو التبريد دون التسبب بالضغوط على أنظمة الطاقة الموجهة لأمور أخرى مثل الحوسبة أو معالجة البيانات والتخزين.

وتعد المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، أبرز دول منطقة الشرق الأوسط التي تقوم بتسريع عملية التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة والابتعاد عن مصادر الطاقة التقليدية كالنفط والغاز.

حيث قالت وكالة الطاقة الدولية للطاقة المتجددة، أن منطقة الشرق الأوسط ومعها بعض دول شمال إفريقيا، يمكنها أن تحصل على ربع إمدادات الطاقة الأولية من مصادر متجددة بحلول عام 2050، ولتصل حصتها الإجمالي من الطاقة المتجددة في قطاع الطاقة إلى 53%.

كما ويمكن ملاحظة الاستراتيجيات الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط لتلبية الطلب على مصادر الطاقة المتجددة، من خلال الهيدروجين الأخضر.

ثالثا. مراكز البيانات ومنطقة الشرق الأوسط:

وفقا لتقرير صدر عن الشركة الاستشارية Knight Frank، فإن منطقة الشرق الأوسط ستشهد نموا كبيرا في قطاع مراكز البيانات، ووفرة على صعيد فرص الاستثمار في هذا المجال.

حيث سلط التقرير الضوء على البنية التحتي الرقمية والمرافق الحديثة المتطورة، حيث قال ستيفن بيرد الرئيس المشارك لمراكز البيانات العالمية في Knight Frank:

"الأسس في منطقة الشرق الأوسط لنمو مراكز البيانات موجودة".

وتعد الإمارات العربية المتحدة موطنا لمراكز البيانات في الشرق الأوسط، وبشكل منفتح على الاستثمار الأجنبي المباشر.

بينما تأتي المملكة العربية السعودية في المركز الثاني من حيث حصة السوق بعد الإمارات، ولكنها أسرع سوق لمراكز البيانات نموا في الشرق الأوسط.

في النتيجة، فإنه وعلى الرغم من وجود نظريات تؤكد أن الذكاء الاصطناعي لا يستهلك كمية كبيرة من الطاقة، إلا أن ذلك بحاجة لفهم كبير.

حيث إن الذكاء الاصطناعي في صورته النهائية يحتاج لكمية هائلة غير منتهية من البيانات،وهو ما سيكون بدوره بحاجة إلى أمرين:

  • مراكز بيانات هائلة لاستخدامها من قبل الذكاء الاصطناعي في إنتاج كل ما يُطلب منه.
  • بنية تحتية متقدمة لاستخدام ما ينتجه الذكاء الاصطناعي.

افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.