التداول ينطوي على مخاطر عالية، استعلم قبل المباشرة
الأسهم

الذهب أم الأسهم! : من قد يستفيد أكثر من خفض أسعار الفائدة؟

محللين CFI
محللين CFI
calendar
24 سبتمبر, 2024
header background

قام بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة لأول مرة منذ أربع سنوات، بنصف نقطة مئوية.

- العلاقة بين الأسهم والذهب عكسية مع أسعار الفائدة على الدولار.

- يناقش هذا المقال من قد يستفيد أكثر من خفض سعر الفائدة، الذهب أم الأسهم؟

مقدمة:

بعد أربع سنوات كاملة، قام بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض سعر الفائدة لأول مرة من أعلى مستوياته التي وصل إليها عند 5.5%؛ حيث خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بنصف نقطة كاملة، بعد توقعات سابقة بخفضها بربع نقطة مئوية فقط، وهو ما اعتبرته الأسواق بداية رائعة لتخفيف السياسة النقدية المتشددة التي ينتهجها بنك الاحتياطي الفيدرالي منذ أن بدأ التضخم في الارتفاع في نهاية عام 2021 ووصل إلى مستويات 9.1% في يوليو 2022.

خفض أسعار الفائدة بنصف نقطة: ضروري ومبرر!

على الرغم من أن الأسواق وبعض المحللين وجدوا هذا الإجراء مهمًا من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، إلا أن آخرين وجدوه خفضًا ضروريًا ومبررًا.

أولاً. خفض أسعار الفائدة! ضروري:

فسر بعض المحللين خفض نصف نقطة مئوية على أنه ضروري لتسريع عملية إنقاذ الاقتصاد الأميركي من التوجه نحو الركود، أو للدفع نحو تطبيق نظرية الهبوط الناعم للاقتصاد التي وضعها الاحتياطي الفيدرالي الأميركي.

تزامن هذا الخفض مع تراجع عام في مؤشرات سوق العمل، وتحديداً مع تراجع النمط العام للتوظيف، وإن كان أفضل من المتوقع، بالإضافة إلى استقرار معدلات البطالة عند 4.2%، وهي الأعلى منذ قراءة نوفمبر/تشرين الثاني 2021.

ثانياً. خفض الفائدة! مبرر:

كما وجد بعض المحللين أنه مبرر من حيث الانخفاض المستمر في معدلات التضخم، والتي انخفضت للمرة الخامسة لتصل إلى 2.5% على أساس سنوي، وبالتالي تقترب من سعر الفائدة المستهدف للاحتياطي الفيدرالي عند 2%.

إضافة إلى العديد من المؤشرات الاقتصادية السابقة التي أدت إلى طمأنة من الاحتياطي الفيدرالي، وأبرزها مؤشر مبيعات التجزئة، ومؤشر الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، ومؤشر أسعار المنتجين، والتي جاءت جميعها أفضل من المتوقع.

الذهب أم الأسهم؟ أيهما قد يستفيد أكثر من خفض أسعار الفائدة؟

كانت بداية خفض أسعار الفائدة وبدء تخفيف السياسة النقدية من الجانب الأميركي أمراً تنتظره أسواق الأسهم والسلع، وخاصة الذهب. فهذه الأسواق لها علاقة عكسية بأسعار الفائدة، بمعنى أن جاذبية العائدات أو الأرباح التي تقدمها تتحسن مقارنة بتراجع أسعار الفائدة التي يقدمها الدولار.

كان تأثير الخفض إيجابياً على كلا السوقين، وخاصة في الأيام الأولى لإعلان قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة إلى هذا الحد، حيث وصل الذهب إلى مستويات 2600 دولار، أعلى مستوياته في التاريخ، في حين أظهرت مؤشرات الأسهم بعض التحسن.

إن تحليل كل من الذهب والأسهم كمستفيدين من خفض أسعار الفائدة يشير إلى أن الذهب قد يتفوق قريباً على الأسهم لسببين رئيسيين: فهو عادة ما يتفاعل بشكل أسرع مع خفض أسعار الفائدة، مما يجذب المستثمرين الآمنين، والتوترات الجيوسياسية الحالية والتقلبات الاقتصادية تعزز جاذبيته كمخزن موثوق للقيمة، على عكس الأسهم، التي تتأثر أكثر بمشاعر السوق.

قد يستفيد الذهب أكثر من خفض أسعار الفائدة! لماذا؟

ويأتي خفض أسعار الفائدة متأخراً في العام، مقارنة بالآمال في أن يبدأ الخفض في أوائل 2024.

وخلال فترة الانتظار تلك، شهدت أسواق الأسهم تقلبات مختلفة، كان أبرزها ما حدث في أغسطس/آب، عندما عانت أسواق الأسهم من انتكاسة بسبب تراجع ظروف سوق العمل الأميركية، وهو ما يمثل عامل خطر قد يستغله الذهب لصالحه إلى أن تطمئن أسواق الأسهم إلى تحسن ظروف العمل الأميركية، وهو ما يتطلب عامل الوقت الذي ستصدر خلاله مؤشرات العمل الأميركية.

كما ستواجه أسواق الأسهم اختباراً مهماً يتمثل في النتائج الفصلية للشركات التي ستصدر في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام، والتي ستعطي لمحة أكبر عن مدى صحتها، وخاصة بين الشركات الكبرى، وعلى رأسها شركة مثل إنفيديا.

وإلى أن تصدر تلك المؤشرات والبيانات التي تضمن لسوق الأسهم عودة كبيرة للثقة، فقد يستغل الذهب ذلك كفرصة لزيادة جاذبيته أمام متداولي السوق.

أما بالنسبة للظروف المحيطة، فما زال الذهب يعيش فترة من الاضطرابات الجيوسياسية، وأبرزها ما يحدث في الشرق الأوسط وروسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى الاختبار السياسي الأكبر المتمثل بالانتخابات الأميركية المقبلة في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني 2024. ومن خلال الجمع بين الظروف الاقتصادية والسياسية السابقة، قد يجد متداولو السوق في الذهب بديلاً جيداً، خاصة في ظل تراجع عوائد مهمة مثل عوائد السندات الأميركية، التي تراجعت بعد وقت قصير من خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة.

افصاح: المعلومات الواردة في هذا التقرير هي لغايات نشر المعلومات فقط. قد تكون المعلومات مصدرها بيانات من طرف ثالث ومزودي الأسواق المالية، وإن مجموعة (سي إف أي ) بالإضافة الى الشركات التابعة لها الخاضعة للتنظيم غير مسؤولين بأي شكل من الأشكال عن أية خسائر و/أو إجراء يتخذه المستثمر بناءً على هذا التقرير، ولذلك أي قرار للاستثمار يتخذه المستثمر فهو مبني على قراره وحكمه وخبرته أو على مشوره خاصة اختار الحصول عليها من قبل مستشار مالي أو مستشارين ماليين. نحن لا نقدم أي مشورة استثمارية بهدف التأثير على قرار المستثمر. وأن محتويات التقرير لغرض نشر المعلومات فقط، وتعتبر كخدمات إضافية او استثمارية او مشورة. نقدم معلومات وتحليلات عامة التي قد لا تأخذ بعين الاعتبار أية من أهدافك او الوضع المالي والظروف الشخصية او الاحتياجات. لذلك عليك دائماً النظر للأهداف وأخطار التداول الخاص بك، وبالتالي لا يجب الاستثمار بأي مبالغ لا يمكنك الاستغناء عنه. كل ما ورد بهذا التقرير من معلومات وبيانات فقط لغرض تمكينك من اتخاذ القرارات الاستثمارية الخاصة بك ولا يجوز تفسيرها بأنها نصيحة او توصية شخصية. محتوى المقال يعكس أراء واعتقادات المؤلفين ولا يعكس بالضرورة توجهات (سي اف أي). وان الشركة غير مسؤولة عن اي قرارات او عمليات يقوم بها المستثمر، حيث يملك المستثمر كامل الحرية والإرادة لاتخاذ أي قرار يراه مناسب لاستثماره. هذا المنشور ملكية ل (سي اف أي) فقط. كما تنص الاتفاقية بأنه على الطرف المتلقي فقط عرضها وألا يتم النشر أو التوزيع او إعادة صياغة التقارير المستلمة وارسالها لأية أطراف أخرى، وسيتم تعقب أي فرد أو شركة تقوم بالنشر او النسخ بتهمة انتهاك حقوق النشر.